تأديب زوجة
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
الفصل الأول
أنفرح الباب ليعبر أمامها بطلته البهيجة حاملا غلاف كرتوني كبير وزوجته خلفه تحمل حقيبة أخرى.
_ كل عيد ميلاد وانتي طيبة ومنورة حياتي كلها يا ست الحبايب.
غمرته بعناق حاني وقبلته ترسوا علي جبينها وانت طيب يا حتة من قلبي..ثم شملت هداياه بنظرة مع قولها ايه اللي انت جايبه ده كله يا ابني ليه تكلف نفسك كده ده كفاية طلتك عليا بالدنيا وما فيها يا أيوب.
لثم ظهر كفيها هو انا عندي غير ماما واحدة ادلعها وأهننها.. تعالي بقى يا ست الكل شوفي انا ونادين مراتي جبنالك ايه
هنا الټفت لزوجته التي لم يصدر عنها شيء وهي ترصدهما بصمت وقالت يسلم مجايبك يا بنتي والله يا ولاد ما عايزة حاجة غير سؤالكم عني.
غمرته بنظرة رضا وراحت تدعوا له بحرارة إلهي يرزقك ويفتحلك البيبان المقفولة يا ابني..ويفرحك بالذرية الصالحة.
بتقدير لثم كفيها وغادر مع زوجته الغير راضية لما حدث أمامها واكفهر وجهها العابس وهي ترحل لمنزلها القريب.
يعني مش كان كفاية الشهر ده تكتفي بالهدايا الغالية اللي جبتها لمامتك في عيد ميلادها يا أيوب ايه لازمة الألف جنية الشهرية كمان مش احنا أولى
_ طب وبالنسبة لأخوك ليه هو كمان مش عامل شهرية زيك وبعدين أنت مرتبك فيه كام ألف جنيه احنا بكره يكون عندنا ولاد أولى بكل قرش.
بدى وجهه يحتد قليلا مع نبرته وهو يحاول ألا يغضب نادين متدخليش في أموري أنا واخويا مع والدتي هو عنده ولاد والدنيا صعبة معاه واللي بيقدر عليه بيعملوا مع ماما انما انا لسه بطولي معاكي وربنا رازقني الحمد لله وشغلي ماشي.. ليه أبخل على أمي
_ وأنا مش مقصر في بيتي ولا معاكي.
قالها وهو يستلقي بجسده على الفراش مستطردا
أطفي النور عشان عايز أنام ومش قادر أسهر أكتر من كده.
أستشاطت ڠضبا منه وأظلمت الغرفة راقدة جواره وشيطانها ظل يعيث فسادا بعقلها ويصور بر زوجها بطيبة زائدة لا تلائم هذا الزمان وغلاء معيشته.
أول رمضان يأتي عليهما وهما زوجان الجميع يتسابق ليدعوهم على مائدة الإفطار ووالدته كانت أول من دعاهم.
_ يلا ياحبيبتي كفاية نوم هنتأخر على ماما.
لكزها برفق نادو الكلام ده لو رايحين عن حد غريب مش ماما.. يلا بقي انتي اصلا علي ما تجهزي هتاخدي وقت.
تركت وسادتها واعتدلت في مواجهته زافرة بضجر خلاص يا أيوب أنت أصلا طيرت النوم من عيني.. هقوم اجهز.
قرص وجنتها بدلال قومي يا كسولة انتي نمتي كتير هروح أنا أخد شاور عشان استعد وتكوني فوقتي وجهزتي.
بعد وقت ليس بقصير.
صاح وهو يقتحم غرفتها
كل ده بتجهزي يا نادين انتي عارفة فاضل علي المغرب قد ايه ساعة إلا ربع.
_ انت محسسني ان بيت مامتك بعيد يا ابني احنا عشر دقايق هنكون عندها..
رمقها بضيق وقد رغب بقضاء وقت كافي مع والدته وأخيه الصغير فتجاهلته وتقدمت أمامه دون اكتراث فلحق بها كاظما غيظه حتى لا يضخم الأمر في تلك الأيام المباركة..
أبيه أيوب جه
هلل شقيقه الأصغر وهو يندفع نحوه متعلقا بعنقه.
_أزيك يا حسين وحشتني ووحشني شقاوتك.
_ وأنت وحشتني خالص..أنا بصوم لحد المغرب واسأل ماما.
قبل خده المكتنز برافو ياحبيبي.. طيب بتدعيلي ساعة الفطار
_ أيوة.. ماما نفسها تجيب نونو انت وطنط نادين عشان نلعب بيه..
هتفت الأخيرة بس يارب النونو مايبقاش شقي زيك.
سيب اخوك ومراته يدخلوا يرتاحوا الأول يا حسين
قالتها وهي تتوجه نحو ولدها وزوجته مرحبة
نورتوا يا حبايبي أتأخرتوا ليه كده أنا قلت
هتيجوا من اول النهار.
تبادل معها النظرات العاتبة وغمغم معتذرا معلش يا ماما احنا كنا جاين من بدري بس راحت علينا نومة انا ونادين ويدوب جهزنا ونزلنا.
_ سوري يا طنط وقلنا برضو نسيبك براحتك مش نزعجك من أول اليوم.
رمقتها لائمة ده كلام برضو يا بنتي تزعجوني ازاي ده بيتكم يعني الشكليلات دي مش ليكم.
_ هو أخويا مش جاي يفطر معانا
_ لأ ياحبيبي حماته عازماه عندها وأنا قلت ميجراش حاجة منت عارف يا أيوب ده أول رمضان بعد ۏفاة ابو مراته واكيد الست عايزة عيالها حواليها واهو الشهر لسه في أوله بكره تتعوض.
_عندك حق وكل عام وانتي بخير يا حبيبتي وأستأنف بمرح بس أنا شامم روايح تهبل شكل ست الكل مدلعانا على الفطار.
ضحكت برضا هو انا عندي اغلى منك انت ومراتك يانور عيني..هسيبكم دقايق اعمل السلطة واجي.
_ عنك انتي يا ماما نادين هتعمل السلطة بدالك.
حدجته الأخيرة بعدم رضا وقالت دون حماس أه طبعا يا حماتي سيبيلي السلطة.
غمغمت أم زوجها مش عايزة اتعبك يابنتي طب هغسلك الخضار واجيبلك طبق كبير و
هتف باعتراض تغسلي ايه ياماما مش كفاية عملتي كل حاجة لوحدك سيبي نادين تتعامل هي مش غريبة.
ثم ضم كتفيها بود وأخذها بعيدا تعالي بقى نتكلم شوية أصلك وحشتيني أوي.
فاضت عليه بنظرة حانية انت اللي وحشتني وواصلت تدعوا دون ملل إلهي يرزقك الذرية الصالحة ويصلح حالك مع مراتك في الايام المفترجة زي.
راقبت نادين رحيلهما عن موضع وقوفها بنظرة غائمة وطيف من الغيرة اعتراها لم يلاحظه أحد شعور غريب بالضيق يغزوها لعلاقته القوية هذه بوالدته..صباح مساء يحدثها بالهاتف.. يزورها كل يوم بحكم قربهما من مسكنها..يصاحبها بزيارات الأطباء ليطمئن عليها..والأكثر من كل هذا المبلغ الشهري الثابت الذي يمنحه لها رغم أن لها معاشها يكفيها وأكثر..لما لا يفعل شقيقه مثله غير أنها لم تعاصر بين شقيقها ووالدتها علاقة قوية كتلك.
أوقفت صوت أفكارها الشاردة وتوجهت للمطبخ لتعد طبق السلطة وعدم الرضا يفترش وجهها دون إرادة.
ربت علي بطنه المنتفخة قليلا بتلذذ واضح
_ ياااه يا ماما أكلت أكل! تسلم ايدك الأكل رهيب وبطني هتفرقع.. ياريت تعلمي نادين الطرق بتاعتك.
وأنا أكلي مش عاجب حضرتك
قالتها زوجته بحدة ليتدارك نفسه لا ياحبيبتي ازاي أكلك جميل بس انتي لسه مش بتتقني كل الأصناف اللي بحبها وماما ممكن تعلمك.
_بس مامتي موجودة لو محتاجة حاجة هسألها.
اندفعت بقولها ولم تكترث لنظرة الحماة الغير راضية لردودها الفظة لكنها فضلت عدم التدخل وقالت لتهديء الأجواء مراتك عندها حق يا أيوب ربنا يخلي والدتها أكيد هي أولى تساعدها عموما يا ابني انتوا لسه عرسان جداد بكرة نادين تتعلم كل اللي بتحبه.
وشرعت بلم الصحون وتنظيف المائدة غمز أيوب زوجته لتساعد بجليها بدلا من والدته فتجاهلت نظرته مدعية الغباء وهي تلتقط هاتفها وتتظاهر بتصفحه فوق الأريكة.
_انتي بتستهبلي يا نادين بشاورلك تروحي تغسل المواعين بدال ماما تطنشي وتعملي نفسك مش فاهمة
قالت ببرود والله انا معزومة والمفروض معملش حاجة خالص.. أنا لو عازمة حد مش بطلب منه يساعدني وبعمل كل حاجة لوحدي.
_ يعني الست تتعب وتعملنا أصناف كتير وانتي مستخسرة تساعديها في غسيل المواعين
أحتدت منفعلة بقولك ايه يا أيوب أنا مش خدامة وبعدين الكلام ده لو كانت مريضة انما مامتك نمسك الخشب يعني صحتها كويسة ومش محتاجة مساعدتي.. بلاش نكد بقي على الفاضي الموضوع مش مستاهل.
انفلت زمام هدوءه وقال بانفعال أكبر انتي بجد معندكيش ذوق وناقصة تربية.
صاحت باستنكار أنا يا أيوب معنديش ذوق وناقصة تربية كل ده عشان رافضة اكون خدامة
وپغضب مشتعل اندفعت تسحب حقيبتها قائلة طب مادام انا ناقصة رباية هروح لأهلي وابقي وريني هتقولهم ايه لما يعرفوا بإهانتك ليه.
اصطدمت بطريقها بجسد حماتها التي رمقتها بعتاب وشى بسماعها ما قالته قبل أن تهتف ربنا يا بنتي ما يحوجني لحد وافضل اخدم نفسه لأخر لحظة في عمري.
ثم نظرت لولدها مستطردة ماتطلبش من مراتك تساعدني تاني يا أيوب أنا الحمد لله صحتي كويسة زي مابتقول مراتك ومش عايزة مساعدة.
اشتعلت عيناه أكثر بعد ما لمح الحزن وكسرة الخاطر بعين والدته وصاح پغضب واقفة ليه يا هانم اتفضلي روحي لأهلك زي ما انتي عايزة محدش
ماسكك.. يلا الباب يفوت جمل.
_ أيوب ايه اللي بتقوله ده يابني ماتكبرش الموضوع احنا في أيام مفترجة وبعدين مراتك عندها حق أنا ..
قاطعها بصرامة هي اللي قررت تمشي بدال ما تعتذر عن سوء أدبها.
وكأن الشيطان أشعل بينهما جذوة حريقا غير مرئية أزدادت اشتعالا ونادين تصيح بعناد حاد والله أنا مغلطش في حد عشان اعتذر انت اللي المفروض تعتذرلي بعد أهانتك ليا ولأهلي.
_ وأنا مش هعتذر.
ثم لوح نحو باب الشقة قائلا بجمود وبقولها تاني الباب يفوت جمل.
رمقته ناقمة ثم اندفعت لتخفي من أمامهما بلحظات وصوت ارتطام الباب أخر ما صدح في الأجواء المشحونة.
_ يابنتي اتكلمي وعرفينا سبتي بيتك ليه أيوب زعلك اټخانقتوا يعني.
نظرت لوالدتها وهمت أن تفيض لها بكل شيء ثم توقفت الكلمات بحلقها وبقايا من العقل تحذرها من تعكير العلاقة بين زوجها وأهلها إن باحت بما لديها فقالت باقتضاب عادي شدينا شوية يا ماما وصممت اسيبه لحد ما اهدى.
_ طب فهميني ايه سبب الشد ده.
_ معلش يا ماما مش حابة اقول حاجة خليني براحتي ولا مش عايزاني اقعد عندك اليومين دول.
حدجتها بضيق أخس عليكي ده كلا يتقال برضو
شعرت بفظاظتها فقالت ببعض اللين أسفة يا ماما مش قصدي.
ربتت علي كتفها برفق ولا يهمك يا بنتي عموما خليكي يومين لحد ما نفسك تهدي وأرجعي لبيتك تاني.
هتفت بغرور أرجع من نفسي مستحيل طبعا لازم هو يجي يصالحني ويتحايل عليا كمان.
_ ماهو لو تفهميني اللي حصل عشان ابوكي يكلمه ويحل الموضوع كنت
_ ماما من فضلك.
_ خلاص اللي يريحك وربنا يبعد شيطانك عنك.
أيام مضت ولم يهاتفها أو يحاول استجدائها ولو برسالة كي تعود..ألهذا الحد هانت عليه تنظر لمائدة الأفطار دون شهية ترى ماذا يأكل زوجها الأن صوت ساخر يهتف داخلها أكيد أمه طبعا عاملة المشمر والمحمر وفرحانة ان الجو خلي ليها.. أكيد هي اللي منعاه يصالحني ومقوياه عليا
_ يلا نادين اكسري صيامك يابنتي.
قاطعها صوت والدتها فتناولت تمرة مع بعض الحليب ثم نهضت قائلة معلش أنا مش جعانة عندي صداع رهيب هحاول أنام شوية.
راقبها والدها بحزن لحالها أنا مش عارف حصل ايه بس ولا هي بتتكلم ولا أيوب رضي يحكي حاجة لما قابلته ورفض يجي يصالحها وقال زي ما مشيت لوحدها ترجع لوحدها.
_ الأتنين عناديين رغم انهم بيموتوا في بعض.
_ ماهي الحياة مبتخلاش ربنا يهديهم لبعض هستني يومين واكلمه تاني أكيد لو جالها هيعرف يراضيها. وترجع معاه.
_ يارب يا حاج يسمع منك ربنا.
غمرت وجه السجادة المبتل بالمسحوق الرغوي وراحت تنظفه بالفرشاة مفرغة كل قوتها به لعل عقلها يتوقف عن التفكير به وبجفائه نحوها.. شهر رمضان اقترب على الرحيل ولم يأتيها عيناها تلتصق بشاشة هاتفها كأنها تستعطفها أن تجلب لها رسالة واحدة منه تطمئنها أنه مازال يذكرها لم تكن تظن انه عنيد وقاسې لتلك الدرجة ظنته سيهرول إليها بعد يومان فقط..سكبت بعض المياة الرغوية وراحت تحرك الفرشاة بغل وهي ترمي كل اللوم علي والدته.. لو لم تقوم بخدمته لافتقدها وسعى إليها..حتما تتعمد ملء فراغ وجودها لما سيأتيها إذا
فجأة هرولت بلهفة تجاه الباب حين سمعت الطرق لعله زوجها أيوب أتي ليصالحها فتغبر وجهها بالإحباط وهي تري زوجة أخيها تدلف قائلة بود أزيك يا نادين عاملة ايه
_ الحمد لله يا ريم ادخلي أمال فين الولاد وكامل اخويا.
_ الولاد عند امي من امبارح أصل بيلعبوا مع ولاد اختي وقلت فرصة اجي بدري بطولي من غير الوش بتاعهم.
أعقبت قولها بنزع عبائتها وهي تشمر عن ساعديها وتشرع بدعك السجاد بدلا من نادين التي تعجبت فعلتها لم يطلب منها أحد المساعدة..بإرادتها تطوعت لتساعد..تصرف زوجة أخيها التلقائي هز ثوابتها لو كانت في موضعها لما انحنت لتفعل شيء هي ليست خادمة لأحد.
_ روحي انتي يا نادين اعملي حاجة تانية عشان نخلص قبل المغرب وانا هشتغل لوحدي في السجاد ده لعبتي هخليه قشطة من النضافة.
تركتها ومازالت مشوشة من تصرفها.. صوت داخلها يسخر منها ويستشهد بما رآت.. وشيء يلومها.. يتهمها أن حساباتها خاطئة..ليناطحها صوت أخر متشبع بعنادها وكبريائها أنها علي صواب.. ليس فرض عليها خدمة أحد.. ليس فرضا.
_ أسيبكم أنا بقى عشان هفطر عند امي انهاردة
وبعد الفطار هنخرج انا واختي نشتري لبس العيد للولاد.
_ يابنتي طيب ماتفطري معانا ده انتي حيلك اتهد في تنضيف البيت مع نادين.
_ ولا اتهد ولا حاجة يا طنط خليني اخس شوية احسن ابنك عمال يقطمني بالكلام وبيقولي تخنتي.
ثم قالت تحبي تخرجي معانا يا نادين واحنا بنشتري لبس العيد اهو بالمرة تشوفي الولاد.
رمقتها بشرود طفيف دون رد لتتحمس والدتها بالقول بدلا منها ياريت أهي تغير جو معاكم يا ريم.
_من عيوني خلاص بعد الفطار هرن عليكي تكوني جاهزة يا نادين.
رحلت وطلت علي شرودها المتعجب من بساطة تعامل ريم مع الدتها لا تستكبر أو تتثاقل من المساعدة تقدم عليها بصدق دون تردد.. ونظرة الرضا بعين والدتها لم تري مثلها بعين والدة أيوب.. دائما لا تري غير عتاب صامت تتجاهله دون أن تكترث له.
_ أخرجي معاها يا بنتي وغيري جو شوية بدال حبستك في البيت دي.
أومأت لها مبتعدة ومازلت ټصارع أفكارها وأعمدة ثوابتها تزداد هشاشة.
يتبع!
الفصل الثاني
______
بإنهاك واضح صعد درجات السلم وهو يكاد يحلم بملمس سريره ونومة هانئة تعوضه عناء يوم عمل طويل.. دس مفتاحه بدائرة المزلاج وقبل أن يحركة سمع صړاخا أفزعه وأطاح بهدوءه ليتفاجأ بمن تندفع من خارج شقتها تحشر جسدها بروب سميك ووشاح غير معقود حول عنقها..وحولها ولد وبنت صغيران يتشبثان بها.
_ مالك يا مدام سمية في ايه
قالت وعلي محياها الړعب مشيرة بأحدي أناملها نحو شقتها فار كبير أوي.
أغمض أيوب عينه وكتم غيظه بعد أن علم أن كل فزعها هذا لأجل فأر صغير..يالا النساء.. يرهبهن أشياء تافهة لا تستحق.. ماذا إذا لو اقتحم مسكنها لص يحمل سکينا
_ في المطبخ.
أكملت السيدة وقاطعت حديث نفسه الخفي دون أن تلاحظ علامات تهكم ملامحه فقال لينهي هذا الموقف ويذهب لشقته يرتاح تمام خلي حضرتك هنا وأنا هدخل اشوفه.
خطي خطوتين ليستوقفه استجداء الصغار تباعا _الله يخليك يا عمو تموته.
_ احنا بنخاف من الفار ومش هنعرف ننام.
نظر لهما بحنان وأشفق عليهما فجثى على ركبتيه قائلا وهو يربت على خدهما أطمنوا ياحبايبي.. هطلع ماسكه من ديله قدامكم وهعلمه الأدب عشان يحرم يزعجكم تاني.
ضحك الصغيران بينما حاولت السيدة أن تقابل دعابته بابتسامة لكن خۏفها جعلها تنظر له بتعبير غلب عليه البراءة وعيناها المتسعة تمتليء ړعبا أكثر من طفليها. تركها متغاضيا عن عدم تجاوبها مع مزحته ولج لينجز مهمته سريعا.
بعد نصف ساعة كاملة ظهر أيوب علي باب شقتها وهو يحمل الفأر من زيله قائلا بمسحة فخر وهو يلهث قليلا شوفتوا قولتلكم هجيبه من ديله.
صفق الصغار بنصر مشيدين بإنجاز أيوب بينما
رمقت والدتهما الفأر باشمئزاز وخوف رغم أن أمره انتهى ثم حادت للشاب قائلة بامتنان مش عارفة اشكر حضرتك ازاي.. انت انقذتنا من مشكلة كبيرة.. أنا عندي فوبيا منهم.
نظر للفأر ساخرا والله حضرتك بتدي قيمة كبيرة للشيء ده..ده حتة فار.
ثم أكمل ببعض الحرج بس بصراحة بعتذرلك مقدما علي مطبخك.. تقريبا هتقضي الليل كله في ترتيبه تاني.. اضطريت احرك كل حاجة من مكانها عشان اطلع بسلامته من جحره.
هزت رأسها بقوة لا لا مايهمكش.. كتر خيرك انك مۏته.. وأسفة اني تعبتك في وقت زي ده أكيد كنت راجع بيتك ترتاح ومش في حسابك معركة زي دي.
قال بلين عادي.. الجيران لبعضها.. ثم أفسح لها المجال مع صغيراها اتفضلوا ادخلوا بيتكم وأي حاجة تحصل أنا تحت أمرك اساعدك فيها.
شكرته ثانيا ودلفت وهي تضم وشاحها حول عنقها بإحكام والصغيران يسبقانها للداخل. حدجهم بنظرة سريعة قبل أن يعبر لشقته ويبحث عن شيء سريع يأكله يسكت به صړاخ معدته الفارغة ثم يغفو قبل أن يسقط فاقدا للوعي من فرط أرهاقه.
_________
بنشاط واضح وقف يعد فنجان قهوته ليصدح رنين هاتفه بتلك الأثناء.
_ فينك يا أيوب بقالك يومين معدتش عليا
استقبل عتابها مبتسما
معلش يا ماما انتي عارفة العيد قرب وفي عندي ضغط شغل شوية وهعدي عليكي.
صمت هنيهة قبل قولها مش ناوي تلين دماغك دي شوية داخلين علي عيد يا ابني ومراتك مش في بيتها روح صالحها عشان خاطري.
انفعل بحدة أصالح مين يا ماما هو انا غلطت في حاجة هي اللي طلبت بإرادتها تروح بيت أهلها رغم ان أنا اللي زعلان منها.
_ معلش عيلة ومندفعة بس والله قلبها طيب وبتحبك.. رجعها وعاتبها بالراحة وفهمها.. وبعدين هو مش المشكلة عشاني يا سيدي أنا مسامحة في حقي مالكش دعوة.
_ بس أنا مش مسامح ومش هروح أرجعها لو فضلت هناك سنة..زي ما قررت تمشي لوحدها ترجع لوحدها ولو سمحت يا أمي بلاش تفتحي الموضوع ده تاني معاملتي لنادين لازم تتغير.. وبجد انا محتاج أصفي من ناحيتها..وبفكرك إنك وعدتيني انك مش هتروحي لعندها من ورايا.. أرجوكي يا ماما ماتدخليش.
تنهدت بقلة حيلة حاضر يا أيوب مش هروح و ربنا يهديكم يا ابني ويصلح حالكم.
جلس شاردا ومشاهد متقطعة تعرض بمرآة خياله لمواقف كثيرة مع زوجته جميعها كشف له شخصية شديدة الغيرة والأنانية خاصتا ذاك اليوم التي حدثته عن شهرية والدته وحاولت منعه من المداومة عليها
تجدد نفوره نحوها أضعاف هل لو علمت والدته أن زوجته تسعي لتمنعه عن برها ستدافع عنها هكذا زفر بضيق ثم نظر لفنجان قهوته الذي أصبح باردا تمام گ حياته الأن وحيدا دونها.. فالعجيب أنه يفتقدها بشدة حنين خائڼ يزحف بحناياه نحوها لكنه لن يرضخ أبدا..قوانين جديدة يجب أن تكتب بصفحات حياتهم وإلا لن تستقيم لهما حياة.
رائحة شهية تسربت لأنفه تتبعها للشرفة فوجد جارته وصغيريها يجتمعان حول طاولة خشبية ويصنعان الكعك المنقوش.
_ وأنا أقول الريحة دي جاية منين..أتاري الجيران بيعملوا كحك وبسكوت العيد.
ابتسمت برزانة فور رؤيته وهي جالسة بهيئة محتشمة وغمغمت كل سنة وحضرتك طيب.. أنا قلت اعمل حاجات العيد هنا مع الولاد وبعدين ادخل اسويها جوه..
لوهلة أشتهت نفسه جلسة گ هذه مع زوجته وصغاره اللذين لم يحظي بهم بعد..ولا يدري ما يختبيء له خلف الحجب المجهولة.
_ شوفت ياعمو أنا عملت أيه
ابتسم للصغير ولاطفه الله شكلها يجنن.
ناوله الصغير دائرة كعك قائلا بحماس أعمل معانا ياعمو.
توتر أيوب بعض الشيء مش هعرف يا حبيبي هبوظها.
ألح الصغير عشان خاطري ياعمو أعمل معانا.
لم يريد رد طلب الصغير أمسك المنقاش وحاول أن يشكل الدائرة مثلهم وفشل بقوة ضحك الصغار بينما قال أيوب كده بتضحكوا عليا منا بقولكم مش بعرف وهعك الدنيا.
قالت بذوق ولا يهمك يا استاذ أيوب كله بيتاكل في الأخر.. أنا خليتهم يعملوا معايا عشان يتبسطوا.
_ ودي أحلى حاجة عملتيها والدتي كانت بتعمل كده معانا..
_ ربنا يديها الصحة وكل عام وهي بخير.
_ وانتي بالصحة والسلامة.
ترددت قبل أن تتساءل باستحياء
أنا أسفة في سؤالي بس بقالي فترة مش شايفة مدام نادين كنت دايما بشوفها تقف في البلونة وساعات كنا بنتكلم سوا.. هي فين
طغى على ملامحه حزن واضح قائلا دون إسهاب هي عند مامتها كام يوم وهترجع قريب.
شعرت من شكل وجهه أن الأمر جلل لكنها لم تشأ التدخل في شئونهما وهي تعد غريبة وحديثة العهد بهما فقالت بتلميح مبطن
الدنيا عيد وأحسن حاجة الناس تود بعضها وتسامح وتعذر مافيش أفضل من العفو والمغفرة في عز ما نفوسنا بتحرضنا نقسى على اللي بنحبهم.
فطن لمقصدها وهز رأسه مبتسما دون تعليق ثم أشتعل فضوله ليتساءل عن سبب مكوثها وأطفالهم هنا..أين زوجها لم يصادف أن رآى لها أقارب يطرقون بابها قط.
_ زوجي مټوفي من سنتين.
غمغم بأسف الله يرحمه أسف أول مرة اعرف.
قالت ببساطة ولا يهمك أنا كنت حكيت شوية عن حياتي مع مدام نادين.
_ بس هي الحقيقة متكلمتش معايا في حاجة تخصك ابدا واستأنف طيب فين أهلك
_ أهلي زعلانين مني عشان رفضت اكون تحت طوعهم حاولوا يضغطوا عليا اسيب ولادي لأهل ابوهم واتجوز رفضت وكمان صممت استقل بحياتي عشان كده أجرت شقة هنا ولقيت شغل والحمد لله ماشية.. وربنا يقدرني اراعي ولادي من غير ما اخليهم يحتاجوا لحد..
لمعت عينه بتقدير أحييكي علي تضحيتك دي
ردت بثبات دي مش تضحية يا أستاذ أيوب ده حق ولادي عليا.. أنا راضية بنصيبي هما بقوا كل شيء ليا مش هقصر معاهم ابدا لحد ما يقفوا علي رجليهم تاني.
أطرق بشرود متذكرا والدته كأنها نسخة مصغرة منها.. هي أيضا فضلت رعايته هو وشقيقه علي الزواج.. ومهما فعل معها لن يوافيها حقها.
_ أستاذ أيوب.
رفع عينه إليها لتستطرد مدام نادين بتحبك أوي ياما كلمتني عنك.. مهما كان اللي حصل بينكم متخليش العيد يجي وهي بعيدة عن بيتها.
أومأ لها بتهذيب وغادر يفكر فيما يحدث معه.. هل يخنع لزوجته ويذهب ويحضرها ويؤكد نصرها عليه ويظهر ضعفه وعدم تحمل بعدها كما تراهن.. أم يتركها لتتعلم الدرس لأخره وتسلم رايتها دون أن يتنازل هو
_______
لم تعد تقوى علي المكابرة أكثر من ذلك الأيام تمر ثقيلة وهي بعيدة عن زوجها وبيتها اشتاقته حد الۏجع فقدت خصوصيتها وحريتها في البيت الذي شهد طفولتها وريعان شبابها كأنها حين تزوجت وامتلكت جدران جديدة سقطت حقوقها هنا تأكل ما لا تحب خجلا أن تطلب شيء تحبه تستيقظ دون رغبة وتنام مللا وحزنا..لا تشعر بالفرحة. تخيلت انه لن يقوى علي فراقها سوى أيام زهيدة وهاهو العيد يقترب وهي مغتربة عنه.
_ لسه صاحية
همست بحزن شديد أيوة يا حاج نور أوضتها والع وأخرتها ياربي البنت بقيت دبلانة وحزينة ومقطعة قلبي وجوزها كمان الله يهديه معاند يجي ياخدها.
غمغم زوجها للأسف كلمته تاني ومصمم انها ترجع لوحدها وقالي
انه من حقه يتعامل مع مراته بالطريقة اللي تناسبه ومش عايز حد يدخل.
_ حتي والدته مانعها تيجي.
_ عرفتي منين يا حاجة
_ كلمتها وقالتلي انها مش راضية عن اللي بيحصل بس هو حلفها ما تتدخلش وتيجي ترجعها.
تنهد الرجل بحزن لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يهديه ويجي يراضيها أنا عارف ان نادين مندفعة حبتين وبتتعصب بسرعة بس طيبة وپتموت فيه.
_ أه والله وشها بقى زي اللمونة يا كبدي.
_ ادعي يصلح لهم الحال والعيد مايجيش إلا وهي في بيتها.
رفعت كلتي يداها بقوة تدعوا يارب تحنن قلبهم على بعض وتخلي جوزها يجي يصالحها.
_أو هي ترجع من نفسها وقتها مهما كانت عملت هتكبر في نظره ومش هيهون عليه زعلها.
_ بنتك عنيدة ومستحيل تعملها وبصراحة هو الراجل والمفروض يتنازل دي مراته برضو.
قال بإنصاف بس احنا مانعرفش بنتنا غلطت في ايه.
_ وليه متأكد كده ان بنتنا هي اللي غلطانة.
_ لأني عارف طبعها نادين ساعات بتكون فظة وبتتصرف بشكل مستفز ومتهور.
_ حتي لو كده يفهمها بالراحة أو يسيبها يومين مش كل ده ميسألش عليها.. ثم تنهدت نهايته ربنا يهديه ويجيلها وترجع المية لمجاريها.
___________
وحشتني يا أيوب
كاد يضعفها الشوق وترسلها إليه لينتصر كبريائها في اللحظة الأخيرة ويكبلها العناد فتمحي رسالتها سريعا من وجه هاتفها نقرت ألبوم صورهما معا وتصفحته بعين مغرورقة وقلب يبكي..تريد أن تعود لأحضانه لحنانه هو يعشقها وهي تعلم لما يقاوم لما يقسو فليعيدها ويحفظ ماء وجهها ويفعل ما يشاء بعد ذلك.
رنين هاتفها جعلها تلتفت بلهفة لتتبدد لهفتها لإحباط.
_ أزيك يا ريم.
_ الله يسلمك حبيبتي قلت اشوفك لو لسه صاحية نرغي سوا شوية..أخبارك ايه
قالت كاذبة بخير.
_ مش باين.. سامحيني أنا مش بتطفل ولا أنا فضولية بس انتي صعبانة عليا فضفضي باللي مزعلك يمكن اقدر اساعدك.
انزلقت دمعة حبيسة من عيناها جففتها وهي تقول بصوت حزين مفيش ياريم.
ثم انتهزت الفرصة لتسألها ريم بصراحة كنت عايزة اسألك عن حاجة.
_ اتفضلي.
_ انتي بتساعدي ماما في البيت من نفسك ولا أخويا اللي بيقولك
_ الأتنين.. أخوكي مش بيقولها بشكل مباشر بس مجرد ما اقوله اني زورت والدته وعملت لها حاجة ولا وديتلها طبخة بحس عيونه بتلمع وبيكون راضي عني.. وفي نفس الوقت انا بساعد بمحبة لأنها في مقام أمي التانية.. والدتك لما ترضى عني هتدعيلي من قلبها بجد.. ساعتها ربنا هيقعدلي اللي بعمله معاها في ولادي لما يكبروا ويتجوزوا.. في مثل قديم بيقول مسيرك يا مرات الأبن تبقي حمى.. الواحدة لما تخدم حماتها وتتقي الله معاها ده مايقلش من قدرها بالعكس هتزيد غلاوة عند الكل وأولهم زوجها اللي رضاه يدخلها الجنة.
شردت نادين بحديثها وهي تستشعره بمذاق أخر وجديد صراع محتدم داخلها مابين رفض واقتناع..هواجسها القديمة من حكايا صديقاتها أخبرتها أنها لو صارت
طوع أمر أهل زوجها ستظلم وتهدر حقوقها وتفقد راحتها.. لذا اختارت أن تكون حادة الطبع غير ودودة.. كما استسلمت لغيرتها من والدته واهتمامه بها.
_ أكسبي جوزك تكسبي سعادة الدنيا وجنة الأخرة.. حطي امه علي راسك مادام كويسة ومش بتظلمك هيشيلك هو تاج علي راسه.. احترميها عشان يحبك.. حبيها عشان يعشقك وېموت فيكي.. صونيها هيصونك..لو عملتي غير كده هتخسريه حتي لو بيحبك لكن لو العكس هتكسبي كل حاجة..
بهذه الكلمات الغير مباشرة أنجزت ريم مهمتها ووفت بوعدها لوالدة زوجها أن تحدثها وتنصحها ربما تكون سببا بصلاح الحال وليتها تعلم أن كلماتها البسيطة التي أنهت بها المكالمة أثرت حقا بنفس نادين.. بعثرتها وأزالت غشاوة عيناها وهي تعود وتقيم كل شيء مضى بعين أكثر إبصارا وإنصافا.
دوى صوت آذان الفجر دون أن تشعر.. قامت لتصلي وتدعوا ربها أن يساعدها وألا يأتي العيد وهي على هذا الحال..بغتة لمعت عيناها بعزم كبير وقررت أن تفعل شيء ما مخرسة صوت كبريائها اللعېن الذي يحاول إثناءها عن فكرتها..ستفعلها ولن تلتفت لاعتبارات حمقاء بعد الآن.
يتبع.
الفصل الأخير
العيد يقترب والفرحة تغمر الجميع عدا هلا يشعر بسعادة ومئات المرات يضعف ويقرر الذهاب إليها ويتراجع يجب أن يصمد ولا يتهاون بعقابها حتي تدرك خطئها نادين لا تعينه علي بر والدته لو رضخ لها لامتنع حتى عن الإنفاق عليها هي تريده ابن قاسې عاق ومقصر والله لن يكون أبدا لو وصل الأمر لانفصاله عنها ربما يتعذب ويحزن لو افترقا بل قطعا سيتألم لكن لا حل أخر هو لن يعوض والدته كسب رضاها أهم من كل شيء
أيوب عايزة ارجع بيتي
لا يصدق ما يراه علي شاشة هاتفه!
زوجته العنيدة المتكبرة أخيرا تطلب العودة!
ابتسم وهو يعلم كم تخطت من جبال كبريائها لترسل تلك الرسالةراحة وسعادة تسربت لقلبه نادين تحاول التنازل تعافر وتجاهد نفسها هم بالاتصال عليها لتتوقف أنامله في أخر لحظة اشتعلت به رغبة أن ينتظر يوم أخر ليرى أين سيجرفها شوقها وماذا يمكن أن تفعل بعد رسالتها هل تأتيه ربما رهانه خاسر ومع هذا راقه الرهان ترك هاتفه فوق الكومود واستلقى ويديه أسفل رأسه وابتسامة حالمة تعلو شفتيه حسناهي خطت خطوة عزيزة وهو لن يبخسها حقها يكفيه أنها بادرت وبكل الأحوال لن تأتي الليلة القادمة إلا وهي في بيته سيذهب إليها إن لم تأتي وعندها سيبدأ معها قوانين مختلفة ونقطة من أول السطر
سطر سيخط عليه حروف غفرانه وتغاضيه عن زلاتها
سطر سيرسم عليه حبه الذي رغم كل شيء لم يزول
وأخر سيحمل أيضا تفهمها ورفقها بوالدته
سطور ستشهد على تغير حياتهما للأفضل
هو يحبها ولا ينكرولم يقصد بالبعد خسارتها بل خطط لكسبها من جديد
ويبدوا انه نال ما خطط له
أو كاد يا يناله
نادين!
صاحت بدهشة فور رؤيتها لتتبع قولها بعناق هي من بدأته وهي تحتوي بكائها بحنان قائلة طب اهدي بس وصلي علي النبي يا بنتي أعتبريها أزمة وعدت
همست من بين بكائها عدت ازاي وأيوب مصدق اروح لأهلي عشان يسبني يا طنط
_ ياعبيطة انتي مش عارفة جوزك ما انتي عنادية وهو أعند منك بس صدقيني مجيتك انهاردة دي هتدوب كل زعله منك وهيطير لما يجي ويشوفك
نظرت إليها نادين بخجل طب وحضرتك هتسامحيني أنا أخر مرة اتصرفت بتهور وقلة ذوق و
_ محصلش حاجة أنا خلاص مش زعلانة
ثم أجلستها جوارها فوق أريكة قريبة مستطردة
أسمعي يا نادين أنا يابنتي كل همي في الدنيا ابني يكون مبسوط وسعيد في حياته عمري ما ادخلت بينكم ولا فكرت اسيطر عليكي واستغلك زي ما انتي فاهمة أنا أكتر دعوة بدعيها في صلاتي اني اعيش بصحتي وأموت بصحتي ومحدش يشيل همي
اندفعت نادين بعاطفة حقيقية تلك المرة بعد الشړ على حضرتك ربنا يبارك في عمرك
منحتها ابتسامة حانية وراضية دي سنة الحياة أنا بس عايزاكي تفهمي حاجة أفعالنا في الدنيا