انتي حامل يا فريدة
-هروح لوحدي.
-قلتلك هوصلك.
-مش عايزه مساعدة منك قلت.
شد إيدي بخفة واتحرك بيا لحد مكان العربيات، ركبنا في آخر كرسي ورا وكنت جنب الشباك، إنتظرنا خمس دقايق لما العربية عددها كمل وبعدها بدإت تتحرك.
-ماتزعليش.
فضلت مركزة مع الطريق ومادتلوش إهتمام، مازعلش عشان سلب حريتي وحياتي!
مسك إيدي بين إيديه فاټخضيت وحاولت أسحبها بسرعة، لكنه فضل متبت فيها أكتر، رعشة غريبة احتلت جسمي كله وفضلت متوترة من لمسته..
دمعة تمردت على رغبتي ونزلت وأنا نظري على الطريق، مسحتها بكف إيدي التانية بسرعة وماردتش عليه.
-إنتِ كويسة يا فريدة؟
-أيوه يا مس، الحمد لله.
-عايزاكي شوية بعد الحصة.
رمشت بعيني ببطء يتفهم منه إني هعمل كده وبدأنا حصتنا.
-نعم يا مس.ة
أخدت شهيق طويل وخرجته ببطء وأنا عيني بعيد عنها عشان ماعيطش تاني..
-نوعًا ما.
-يعني إيه؟
-اتقالي لو ماوافقتش مش هكمل تعليم، ده غير إن عندنا في البلد بنتجوز أصغر من كده كمان، فماكانش غريب جوازي.
-طب جوزك ده بيعاملك كويس؟
-أيوه..بس مابحبوش.
-ليه؟
-عشان سلب حريتي وحياتي وراحتي، سلب مني طفولتي! يمكن أنا مش صغيرة في نظر المجتمع لكني في نظر نفسي صغيرة.
-ماتزعليش يا حبيبتي، المهم دلوقتي..اللي فات مش هيرجع يا فريدة، حاولي تكسبي جوزك لصفك و..
-هو قال إنه اتجوزني عشان بيحبني.
-طب ما ده كويس.
بصيتلها بعدم فهم فكملت..
-يبقى كان خاېف يجوزوكي حد تاني، إنتِ قلتي إن عندكو بتتجوزوا من بدري، معني كده لو كان حد إتقدملك قبله كان أهلك وافقوا عليه وعشان كده هو إتجوزك عشان ماتبقيش لغيره ده غير إنك مش قاصر يا حبيبتي طالما وصلتي سن ال ١٨، اللي مضايقك فكرة الحمل وإنتِ طالبة في ثانوية عامة لسه.
-أنا عملت كده عشانك.
بصيتلها بسرعة.
-هو قالي"أنا عملت كده عشانك" يعني هو ده قصده؟
-أيوه يا فريدة أكيد، لأنك كمان بتقولي إنه كويس معاكي.
-إنتِ فين؟
-قدام باب الدرس، أروح؟ ولا هتيجي زي ما قلت!
-أنا عندك، دقيقتين وأكون قدامك.
قفلت الموبايل وحطيته جوه شنطتي، بصيت للكوتشي وأنا بحرك رجلي في الهوا..
"لو كان في خط أبيض كان هيبقى أحلى"
-يلا..؟