الأربعاء 27 نوفمبر 2024

كاميليا رواية أشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 46 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز


حتي بقسۏتها لم تكن تعلم أنها أول من تتجرع السم من يدها. 
لتنتشي الصغيرة بقدرتها علي الأذي كما علمتها. 
قمر لم تعد ابنتها الأقرب لقلبها.
بل صارت تخشاها وتهاب غدرها بقدر ما كانت تأمنها وتحبها.
_ أقسم بالله ما هديله مليم تاني ولو لزم الأمر هقدم في ابنك بلاغ في القسم وألبسه تهمة عشان يتحبس ويتربى.

هكذا صاحت قمر لوالدتها صاړخة وهي تبكي وتتحسس صڤعته قبل ان تندفع بغرفتها مغمغمة پغضب
عيشتكم بقيت تقصر العمر.
راقبت ثورتها بمزيد من العجز لتنسحب لغرفتها حيث ملاذها فلم يعد لها ملاذ سوي أرجيلتها تنظر لخيوط الدخان كأنه ينبع مم قلبها المحترق. 
عقلها يدور بأفكاره شاردة عن كل شيء متسائلة. 
كيف تعيد ليديها الزمام من جديد كيف!
خلاص رايحين تشوفوا العفش انهاردة يا رضا
تسائل رفعت عبر الهاتف ليجيبه الأخير أيوة إن شاء الله وجلال هيكون معانا تحب تيجي
_ لا طبعا دي أمور خاصة ماليش فيها أنا هحضر في الليلة الكبيرة إن شاء الله يا صاحبي. 
ثم تنحنح من قوله رضا أنا عارف طبعا الير وغطاه ممكن اساعدك بأي مبلغ تحتاجه وماتحملش هم السداد.
ابتسم رضا ممتنا ربنا يخليك يا رفعت مستورة الحمد لله ماتقلقش. 
_ يعني هتقدر تغير كل عفش بيتك مرة واحدة زي ما طلبت أشرقت ازاي يا رضا ده مستحيل. 
تنهد بقلة حيلة هعمل ايه مضطر أشرقت عايزة تعجزني وأنا طبعا مش هديها فرصة هجيب اللي اقدر عليه والباقي قسط وخلاص.
ليهمس بعدها كله يهون بس أكسب قلبها في الأخر. 
_ أنا واثق لما أشرقت تقرب منك هتحبك أديها بس وقتها واتحملها صدقني مغيرش شخصيتها غير اللي عاشته بس محدش بيقدر يعيش بحقيقة غير حقيقته طول الوقت في يوم من الأيام هترجع لطبيعتها الطيبة الراضية بس الصبر. 
غمغم بتسليم تام لما يحدث راجيا الخير بأخر الطريق
وأنا حيلتي ايه معاها غير الصبر يا صاحبي.
ليختم قوله بتنهيدة ربك المعين. 
اصطحبها هي وخالتها والعم سلامة وشقيقها لتختار قطع الأثاث التي تريدها ولجت إحدي الزوايا وهي تتجول على الغرف المنصوبة للعرض والشراء لاحظت ارتفاع أسعار كل قطعة لتهمس داخلها بشبح ظافر بأنه لن يقدر علي تلبية ما سوف تنتقيه وهذا المطلوب لعلها تسدد له خدمة قبلها بفض الأمر بينهما أشارت علي إحداهما وهي تقول عاجباني الأوضة اللي هناك دي والأنتريه اللي موجود الناحية التانية لسه فاضل السفرة والنيش. 
رمتها الخالة بنظرة لائمة تجاهلتها أشرقت وهي تنتقي أغلى ما تراه مواصلة بخطة تعجيزه.
_ أشرقت عايزك ثواني. 
تهربت من شقيقها جلال الذي بدا حانق عليها وقالت وهي تتجول بين الغرف المعروضة 
بعدين يا جلال خليني أركز عايزة ايه.
رمقها بنظرة شديدة أكثر حنقا وهم بجذبها عنوة ليوبخها علي حماقتها ليجد من يقبض علي ذراعه برفق لا يخلو من قوة أستاذ جلال لو سمحت سيبها تختار براحتها.
حدجه جلال بشفقة مع قوله منين هتجيب ده كله يا رضا هو انت حرامي يا ابني
ابتسم لقوله مغمغما أنا هتصرف متقلقش. 
ثم عاد ينظر نحوها هامسا بحنان وتفهم رغم كل شيء
خليها تعمل اللي هي عايزاه.
بلاش تظلميه لأن عمره ما هيتراجع ويخسر قصادك 
تذكرتها الأن بصوت العم سلامة الذي تحدث معها ليلا لتحارب صوته بعقلها وهي تتجول وتختار المزيد متغاضية عن تأثيره لتتدافع كلمات العم بإلحاح أكبر
كأنها تتحدى هروبها.
أنا عارف انك بتحاولي تعجزي خطيبك عشان يسيبك او تطول فترة خطوبتكم بس عايز اقولك بلاش تظلميه لأن عمره ما هيتراجع ويخسر قصادك هيشتري كل حاجة تختاريها حتي لو ضغط علي نفسه اتقي الله يابنتي في راجل شاريكي وبيحبك ده في النهاية وقف معاكي موقف شهم بعد اللي عمله عزت ونصفك ورفع راسك قصاد الناس وسكت ألسنة الكل عنك بلاش تعاقبيه لأنك هتضيقي عليه وعلي نفسك بالديون لأنكم هتكونوا واحد بعد كده.
الصوت يتردد صداه بأرجاء عقلها ويهز روحها بتأنيب ضمير عاجزة عن محاربته الكلمات تضعفها وتشعر كأنها أمام مرآة تعكس لها صورة لإمرأة غيرها لا تعرفها متى كانت أشرقت تظلم احدا هي فقط تعودت أن تظلم!
_ خلاص رسيتي علي دول يا أشرقت ولا هتختاري حاجة تاني
قاطع صوت رضا شرودها فنظرت إليه بشخوص وحديث العم سلامة لا يزال يطوف بعقلها دون أن تجيبه ليستطرد بقلق ظنا ان لا شيء يعجبها مالك طيب لو مش عاجبك حاجة من هنا ممكن أوديكي معرض تاني مفيش مشكلة.
رمقته بنظرة غامضة طالت قليلا قبل ان تهتف أيوة وديني مكان تاني غير ده الذوق هنا كله مش عاجبني.
_ غريبة ما انتي كان عاجبك أوضة النوم دي جدا والأنترية ليه غيرتي رأيك
هتفت بحدة وداخلها ټصارع الكثير داخلها ياسيدي أنا حرة هتوديني مكان تاني ولا نرجع البيت أحسن
_ لا خلاص علي راحتك هنروح مكان تاني مش مهم اليوم لسه في أوله وإن شاء الله تلاقي اللي على ذوقك.
أختارتي أوضة نوم بس! معقولة! 
قالتها سارة بدهشة حقيقي لتجيبها أشرقت ببساطة وهي تبدل ملابسها بأخري بيتيه مريحة أيوة مستغربة ليه 
_ لأن اللي يشوفك وانتي بتقولي لرضا عايزة العفش كله جديد و غالي يقول هتشتري دمياط كلها.
قالت بعين غائمة بعد أن استقامت تسترخي فوق فراشها
أهو ده اللي حصل.
دنت إليها الأخرى ترمقها بعين متفرسة قبل ان تهتف أشفقتي على رضا يا أشرقت صح
ظلت تنظر أمامها بتلك النظرة الشاخصة الصامتة لتستطرد سارة صدقيني يا حبيبتي رضا مش الشخص اللي المفروض تحاربيه وتصعبي عليه حياته بالعكس ده الشخص الوحيد اللي محتاجة تتوحدي معاه بروحك وكيانك وقلبك عشان تلاقي نفسك اللي ضاعت منك. 
غمغمت بشرود ألاقي نفسي خلاص مبقاش فارق ألاقيها يا سارة في كل الأحوال هي مش ملكي أديني اهو مجبرة أعيش حياة مش عايزاها مع ناس مش بحبهم.
_ مش يمكن ابتديتي تحبيهم من غير ما تحسي.
صړخت عليها أنا مابحبش حد صحيح ضميري وجعني اني أحمل رضا فوق طاقته واحنا بنشتري العفش بس ده مش معناه اني بحبه يا ست سارة كل الحكاية افتكرته هيرفض طلباتي وييأس مني ويسبني في حالي بس هو عنيد ومش بييأس ياريتني أموت عشان ارتاح واريح الكل مني.
أسرعت سارة تحتوي ثورتها هذه بعناق وهي تحاول تهدئتها كي تكف عن البكاء وكم انتابتها الشفقة عليها صراع ابنة خالتها لن ينتهي قبل ان تنعم بيقين يغير كل مفاهيمها وېقتل هواجسها ومخاوفها للأبد بأن رضا ليس گ سابقه وأنه طوق النجاة الوحيد لها ونعيمها القادم أيضا.
بذات اللحظة كان رضا قابع بغرفته يفكر مليا بما حدث اليوم لم يتصور ابدا أن يرسوا الحال علي غرفة نوم فقط ظنها ستعجزه أكثر من ذلك بكثير.
تذكر دهشته وهو يسألها بريبة وهما بمعرض أخر 
انتي عاجبك الأوضة دي يا أشرقت دي رخيصة اوي واللي اختارتيها الأول كانت افضل منها. 
فكان ردها دون حماس لأ دي عجباني. 
صمت برهة ليستوعب تغيرها المفاجيء قبل ان يقترب لها هامسا أشرقت انا عارف ان الأوضة اللي في المعرض التاني هي اللي عجبتك.
حدجته بحيرة من أمره المفترض له ان يفرح لأنها تخلت عن كل اختياراتها الغالية وانتقت فقط غرفة نوم بنصف ثمن الأخري لتصلها الإجابة علي لسانه هنشتري
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 94 صفحات